قرى قديمة مجهولة
ان اسماء قرى وضياع وبقاع الديار اليافية التي اطلعنا عليها في مختلف المصادر العربية القديمة ذكرنا مواقعها الحالية في مواضعها. ولكننا لم نتمكن من معرفة المواقع الآتية:
(1) دَبيل: قال صاحب معجم البلدان انها قرية من قرى الرملة. ونسب اليها «ابو القاسم شعيب بن محمد بن أحمد بن شُعَيْب بن بزيع ابن سنان، ويقال له ابن سوّار العيدي البزاز الدبيلي الفقيه المعروب بأبن أبي قطران ـ من علماء القرن الرابع الهجري ـ. ونسب اليها صاحب الأنساب 5 ـ 314 و315 ايضاً ابو عبدالله محمد بن عبدالله الدَّبيلي، كان من مجودي القراءة وكان يقول: أنا أبو عبدالله الدبيلي مقرئ أهل الشام بالرملة». كان في حدود الثلاثمائة.(230)
وفي معجم ما استعجم 2 ـ 543: «دبيل مدينة من مدن الشام، معروفة».
(2) دير بوليس: في معجم البلدان «بنواحي الرملة، نزله الفضل بن اسماعيل بن صالح بن علي بن عبدالله بن علي بن العباس». لعل موقعه «خربة النبي بولس» في جوار قرية بيت نتيف من أعمال الخليل.
وذكر هذا الدير في معجم ما استعجم (2 ـ 671) بأنه بناحية الرملة.
(3) كفر توثا: ذكرها ياقوت بأنها من قرى فلسطين. لعلها «خربة كفر توت».
(4) وأما «بيت هامين» التي ذكرها ياقوت بأنها من قرى الرملة فوهم والحقيقة ان موقعها يقع في أراضي قرية بيت عَفّا من أعمال غزة وقد مر ذكرها في ص 240 من ج1 ق 2. ومما ذكره عنها ياقوت في معجم البلدان قوله: «مات بها أبو عمير عيسى بن محمد بن اسحاق ويقال ابن محمد بن عيسى الرملي. يعرف بابن النحاس. كان من الصلحاء الأخيار. روى عنه البخاري. مات سنة 256 هـ في بيت مامين وحمل إلى الرملة ودفن بها».
(5) الرَّمادة: ذكرها ياقوت بقوله: «رمادة فلسطين(231): هي رمادة الرملة، ينسب اليها عبدالله بن رُماحِس القيسي الرمادي. روى عنه ابو القاسم الطبراني». وذكرها صاحب معجم ما استعجم 2 ـ 672: (الرّمادة: بفتح أوله، وبالدال المهملة أيضاً، مدينة بالشام: افتتحها ابو عبيدة هي واليرموك والجابية وسرغ».
اقول: لعلها «الرمادي» من أعمال منطقة القطيفة في محافظة دمشق في الجمهورية العربية السورية ووهم ياقوت وقال انها من اعمال فلسطين. والله أعلم.
(6) كفر سلام: ذكرها المقدسي (ص 177)، في القرن الرابع الهجري بقوله: «من قرى قيسارية، كبيرة أهلة، بها جامع على الجادة».
وفي القرن الخامس قال ناصر خسرو: انه بلغ مدينة شمس «كفرسابا» أو كفر سلاّم على بعد ثلاثة فراسخ من الرملة.
وأما صاحب معجم البلدان، في القرن السابع، فقد حسبها «قرية بينها وبين قيسارية أربعة فراسخ. بينها وبين نابلس من نواحي فلسطين».
وذهب بعضهم إلى ان كفر سلاّم هي «رأس العين» الحالية. لم نعثر على اسم «كفر سلاّم» في الخرائط. إلاّ انه يتضح مما قاله ناصر خسرو وياقوت انها أقرب إلى الرملة منها إلى قيسارية بفرسخ واحد.
أميل إلى قبول ما قاله ناصرو خسرو، الذي زار هذه المدينة، من أن كفر سابا هي نفس كفر سلاّم.
وكفر سابا قرية عربية في ظاهر قلقيلية مرّ ذكرها في جزء سابق