Admin Admin
المساهمات : 1132 تاريخ التسجيل : 18/07/2009
| موضوع: المجموعه الخامسه من قصائد نزار قباني الجمعة أغسطس 14, 2009 11:27 pm | |
| ******************************************************************************* كيفْ؟
1
كيفْ؟
أيُّ المفاتيح تفتحُ أبوابَ مملكتِك؟
أيُّ القصائد تدخلني إلى قاعة العَرْشْ؟
أي نوعٍ من النبيذْ..
أقدّمُهُ لرشوةِ حُرّاسِكْ؟
طبّقتُ عليكِ عُلُومَ الأوّلينَ والآخرينْ
وحكمةَ الفلاسفة.. وجُنُونَ المجانينْ..
لم أترُكْ كتاباً من كُتُب العشْقِ.. إلا تعاطيتُها..
ولا رياضةً هنديّةً للتغلّب على النفس..
إلا مارستُها..
فلا الأعشابُ الصينيَّةُ نفَعتْني..
ولا الطُقوسُ البوذيّةُ نفَعتْني..
ولا مؤلفاتُ العشق.. نفَعتْني..
أيّتها المرأةُ التي لم تكْتُبها الكُتُبْ..
2
التي يستعملها الرجالُ عادةً لاستمالة النساءْ
وإلى مستحضري الأرواح.. ففشلتْ..
حاولتُ أن أعاقبَكِ بالذهاب مع امرأةٍ أخرى..
فعاقبتُ نفسي..
دُلّيني على طريقةٍ أنتصرُ فيها عليكِ...
فكلّما ضربتُ نهديْكِ بالسياطْ..
تفجَّر الدمُ من جَسَدي..
3
أيّتها المرأة الموجودةُ في كلِّ شيءْ..
والقادرةُ على كُلِّ شيءْ..
لا ينفع هجرٌ ولا خيانَهْ..
كلّما دخلتُ إلى بيت امرأهْ.
خرجتِ إليَّ من وراء الستائرْ..
كلَّما مارستُ الحبَّ مع امرأةٍ أخرى..
حَبِلتِ أنتِ!!...
كلُّ الخيانات هي في مصلحتِكْ..
كلّما دخلتُ إلى بيت امرأهْ.
خرجتِ إليَّ من وراء الستائرْ..
كلَّما مارستُ الحبَّ مع امرأةٍ أخرى..
حَبِلتِ أنتِ!!...
**********************************************************************
ماذا
أيُّ انقلابٍ سوف يحدُثُ في حياتي؟
لو أَعشقُ امرأةً تكونُ بمستواكِ.
أيُّ انقلابٍ سوف يحدث – لو أحبُّكِ –
في نظام الكائناتِ..
أيُّ ارتجاجٍ في ضمير الكون..
لو مرَّتْ على رأسي يداكِ...
لو مثلكُ امرأةٌ تكونُ حبيبتي..
عمّرتُ للعشاق ألفَ مدينةٍ
وبسطتُ سلطاني
على كل الممالكِ واللُغاتِ..
لو مثلكِ امرأةٌ.. تكونُ حبيبتي
ماذا سيحدث في الطبيعة من عجائبْ..
ماذا سيحدث للبحار، وللمراكبْ..
ماذا سيحدثُ للكواكبْ؟
ماذا سيحدث للحضارة..
للمدنية ، لو رأتْ عينيكِ ، أو سمعتْ خُطاكِ..
ماذا سيحدث للفتون إذا تشكّل ناهداكِ..
ماذا سيحدثُ للثقافة كلّها؟
لو أعشقُ امرأةً تكون بمستواكِ..
**********************************************************************
إلى سيدة تصطنع الهدوء
خُذي وَقْتَكِ، يا سيدتي العزيزَهْ
فلا أحدَ يُرغمُكِ على الإدلاء باعترافاتٍ كاذبَهْ
ولا أحدَ يُريدُ منكِ أن تفعلي الحبَّ..
تحت تأثير الخمرة.. أو المُخدِّرْ.
كما لو كنتِ تخلعينَ أحدَ أضراسِكْ..
لستِ مُضطرةً للتَبَرُّع بنِصْفِ فَمِكْ..
أو نصفِ يدِكْ..
فلا الشفاهُ قابلةٌ للقِسْمَهْ..
ولا الأنوثةُ قابلةٌ للقِسْمَهْ..
هذا هو الموقفُ يا سيّدتي..
فلا تخاطبيني وأنتِ مُضْطَجعةٌ على سريركِ الملكيّْ
فآخرُ اهتماماتي.. سَنْدُ خاصِرَةِ المَلِكاتْ..
وقراءةُ شعري..
في مجالسِ الملكاتْ..
2
خُذِي الوقْتَ الذي تستغرقُهُ اللؤلؤةُ لتتشكَّلْ.
والسُنُونوَّةُ لتصنعَ بجناحيها صيفاً..
خُذِي الوقْتَ الذي يستغرقُهُ النهدْ..
ليصبحَ حصاناً أبيضْ..
خذي الأزْمِنَةَ التي ذَهَبَتْ..
والأزْمِنَةَ التي سوف تأتي..
فالمسافةُ طويلَهْ..
بين آخر النبيذ.. وأوَّلِ الكِتابَهْ
وأنا لستُ مستعجلاً عليكِ..
أو على الشِّعْرْ..
فالعيونُ الجميلةُ غير قابلةٍ للاغتصابْ..
والكلماتُ الجميلةُ غيرُ قابلةٍ للاغتصابْ..
والذين لهمْ خبرةٌ بشؤون البحرْ..
يعرفونَ أنَّ السُفُنَ الذكيّةَ لا تستعجلُ الوصول..
وان السواحلَ هي شيخوخةُ المراكبْ..
3
خُذِي وَقْتَكِ..
أيّتُها السيّدةُ التي تصطنعُ الهدوءْ
إنني لا أُطالبُكِ بارتجالِ العواطفْ..
فلا أحدَ يستطيع تفجيرَ ماء الينابيعْ
ولا أحدَ يستطيع رَشْوَةَ البَرق والرعدْ..
ولا أحدَ يستطيعُ إكراهَ قصيدةٍ
على النوم مع شاعرٍ لا تُريدُهْ..
4
خُذي وقْتَكِ.. أيّتها الهوائيَّةُ الأطوارْ..
يا امرأةَ التحوُّلات، والطقْسِ الذي لا يستقِرْ
أيتها المسافرةُ بين القُطبِ.. وخَطِّ الإستواءْ
بين انفجارات الشِعْر.. ورَمَادِ الكلام اليوميّْ
خُذي وَقْتَكِ..
خُذي وَقْتَكِ..
إن نارَ الحطب لا تزال في أوّلها..
ونارَ القصيدة لا تزال في أوّلِها..
وأنا لستُ مستعجلاً على انشقاق البحرْ..
وذوبان الثلوج.. على مرتفعات نهديْكْ..
إنني لا أطالبُكِ بإحراق سُفُنِكْ..
والتخلّي عن مملكتك.. وحاشيتكْ.. وامتيازاتِك الطَبَقيَّهْ..
لا أطالبُكِ بأن تركبي معي فَرَسَ الجنونْ..
فالجنونُ هو موهبةُ الفقراء وحدَهمْ..
والشعراء وحْدَهم..
وأنتِ تريدينَ أن تحتفظي بتاج الملِكاتْ..
لا بتاج الكلماتْ..
أنتِ امرأةُ العقل الذي يحسب حساباً لكلّ شيءْ
وأنا رجُلُ الشِعْر الذي لا يُقيم حساباً لأيِّ شيءْ..
| |
|